سورة المائدة - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المائدة)


        


{قَالَ رَجُلاَنِ} كالب ويوشع. {مِنَ الذين يَخَافُونَ} أي يخافون الله سبحانه وتعالى ويتقونه. وقيل كان رجلان من الجبابرة أسلما وسارا إلى موسى عليه الصلاة والسلام، فعلى هذا الواو لبني اسرائيل والراجع إلى الموصول محذوف أي من الذين يخافهم بنو إسرائيل، ويشهد له أنه قرئ: {الذين يُخَافُونَ} بالضم أي المخوفين، وعلى المعنى الأول يكون هذا من الإِخافة أي من الذين يخوفون من الله عز وجل بالتذكير أو يخوفهم الوعيد. {أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمَا} بالإِيمان والتثبيت وهو صفة ثانية لرجلان أو اعتراض. {ادخلوا عَلَيْهِمُ الباب} باب قريتهم أي باغتوهم وضاغطوهم في المضيق وامنعوهم من الأصحار. {فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالبون} لتعسر الكر عليهم في المضايق من عظم أجسامهم، ولأنهم أجسام لا قلوب فيها، ويجوز أن يكون علمهما بذلك من إخبار موسى عليه الصلاة والسلام وقوله: {كَتَبَ الله لَكُمْ} أو مما علما من عادة الله سبحانه وتعالى في نصرة رسله، وما عهدا من صنعه لموسى عليه الصلاة والسلام في قهر أعدائه. {وَعَلَى الله فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} أي مؤمنين به ومصدقين بوعده.


{قَالُواْ يَا موسى إِنَّا لَنْ نَّدْخُلَهَا أَبَداً} نفوا دخولهم على التأكيد والتأبيد. {مَّا دَامُواْ فِيهَا} بدل البعض. {فاذهب أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هاهنا قاعدون} قالوا ذلك استهانة بالله ورسوله وعدم مبالاة بهما، وقيل تقديره اذهب أنت وربك يعينك.


{قَالَ رَبّ إِنّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي} قاله شكوى بثه وحزنه إلى الله سبحانه وتعالى لما خالفه قومه وأيس منهم، ولم يبق معه موافق يثق به غير هارون عليه السلام والرجلان المذكوران وإن كانا يوافقانه لم يثق عليهما لما كابد من تلون قومه، ويجوز أن يراد بأخي من يواخيني في الدين فيدخلان فيه، ويحتمل نصبه عطفاً على نفسي، أو على اسم إن ورفعه عطفاً على الضمير في {لا أَمْلِكُ}، أو على محل إن واسمها، وجره عند الكوفيين عطفاً على الضمير في نفسي. {فافرق بَيْنَنَا وَبَيْنَ القوم الفاسقين} بأن تحكم لنا بما نستحقه وتحكم عليهم بما يستحقونه، أو بالتبعيد بيننا وبينهم وتخليصنا من صحبتهم.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9